بررت « أنالينا بيربوك »، وزيرة الخارجية الألمانية امام البرلمان الألماني جرائم الاحتلال الصهيوني المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل مند أكثر من سنة وخاصة في الايام الاخيرة في غرب القطاع. وقالت الوزيرة ان « الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط »، زاعمة أن « حماس تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس ». بتصريحها هذا تكون الوزيرة مؤيدة لأطروحات الاحتلال الذي يوكد ان المقاومة الفلسطينية في غزة تستعمل المدنيين كغطاء في محاولة « تدميرها » لدولة اسرائيل. نقلها مثل الاحتلال الصهيوني تصنف الوزيرة المقاومة الفلسطينية الشرعية ب »الارهاب »! وأضافت الوزيرة ان « لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضا وضعها المحمي بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين »
اثارت هذه التصريحات الخطيرة ردود أفعال من أطراف فلسطينية عديدة منددتا بها. في هذا الصدد، قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، إن تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أمام البرلمان الألماني حول عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحقّ المدنيين الفلسطينيين في مختلف أنحاء قطاع غزة بما فيها مناطق النزوح، مشيرا إلى أن تصريحات الوزيرة الألمانية تمثّل مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأضاف البرغوثي في تصريح لـ الاردن24 أن « جيش الاحتلال سيستغل تلك التصريحات لتبرير جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين العزل »، مطالبا الوزيرة ب »التراجع عن تلك التصريحات. « ومن جهة اخرى، انتقد البرغوثي « الصمت الدولي على جرائم الاحتلال وآخرها مجزرة مخيم جباليا التي قام جيش الاحتلال فيها بقتل وحرق الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى والعجزة. « كما ادان البرغوثي « الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والتي أكد أنها فاقت بشاعة المحرقة اليهودية. » كما أثار تصريح بيربوك رد فعل مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا البانيز التي علقت مباشرة ودون مواربة على ما قالته الوزيرة الألمانية ونشرت على حسابها على « أكس » ما يلي: « بصفتي خبيرة مستقلة في الأمم المتحدة، أشعر بقلق عميق إزاء الموقف الذي تتخذه ألمانيا تجاه إسرائيل/فلسطين، وتداعياته وعواقبه الخطيرة. يجب دعوة الوزيرة بيربوك لتقديم الأدلة على ما تدعيه، ثم شرح كيف يبرر « فقدان الأهداف المدنية لوضعها المحمي » المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة وأماكن أخرى. هل قررت ألمانيا الوقوف إلى جانب دولة ترتكب جرائم دولية، فهذا خيار سياسي، ولكن له أيضا تداعيات قانونية. فلتسود العدالة حيث فشلت السياسة بشكل مقيت
وفي تعليق خاص كتبت صحيفة عربية ان « نشطاء ومعلقون سياسيون أبدوا مشاعر الرعب » حيث قال أحدهم « ألمانيا، مثل إيطاليا، ترتكب خطأ آخر. لقد ارتكبنا نحن الإيطاليون خطأً فادحا مع الفاشية، والألمان مع النازية. والآن أعتقد أن ألمانيا ترتكب أخطاء مرة أخرى، إنها ترتكب خطأً مأساويا آخر، وأرى ذلك في كلمات الوزير’ ». واضافت الصحيفة ان « المنصات تعج بردود الفعل الغاضبة على تصريحات الوزيرة الألمانية التي يبدو أنها قالتها في لحظة عدم توازن وإدراك »، فعلق أحدهم بقوله « ألمانيا تخون كرامة الإنسان والعدالة بدفاعها عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين تحت ستار القانون الدولي. فحيثما يصمت العدل يرتفع صوت المجرمين. إن هذا الدفاع عن بيربوك ليس إلا محاولة لإخفاء اضطهاد أمة. » إن دفاع السياسيين الألمان عن دولة فاشية ونازية مثل دولة الاحتلال يكشف عمق مواقف الدولة الألمانية تجاه هذه الدولة، وتقدم صورة عميقة ومعقدة للغاية بحيث لا يمكن تفسيرها بالمصالح السياسية فقط، من الواضح أن تأثير الصهيونية عميق في المشهد الألماني والدفاع المستمر عن جرائم الاحتلال من قبل هؤلاء القادة يوضح هذه العلاقة. لقد دفعت ألمانيا حتى اليوم أكثر من 83 مليار دولار لدولة الكيان كتعويضات عن « محارق الهولوكوست » ولا تزال تدفع، ولا يمكن تفسير هذا سوى بأنه ابتزاز رخيص من قبل الحركة الصهيونية التي لا تجد سياسيين ألمان صلبين ومقاومين يوقفون هذا الابتزاز الذي مضى عليه نحو من 90 عاما ولن يتوقف أبدا حتى يقوم أحدهم بإغلاق « حنفية » الابتزاز. من الضروري أن تبادر الوزيرة الألمانية إلى تصويب تصريحاتها لأن دعم أولئك الذين يرتكبون جرائم حرب ليس خيارا سياسيا، بل عار على الإنسانية. وتظهر تصريحات بيربوك أن ألمانيا تقف مع المجازر بدلا من العدالة، وعليها أن تعرف تماما أنه « حين تصمت السياسة، ستتحدث العدالة » والعكس صحيح »
ومن جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي: « ندين بشدة تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زعمت فيها أنه يمكن للكيان قتل المدنيين في غزة لحماية نفسه، وهي تمثل تبريرًا خطيرًا لاستهداف المواقع المدنية بحجة وجود عناصر مسلحة في هذه المواقع، وتغطي على جرائم الاحتلال الذي يستهدف المدنيين، وتوفر مبررًا غير أخلاقي للهجمات العشوائية التي تزهق أرواح الأبرياء وتدمر البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والمنازل. »
تصريحات الوزيرة الألمانية تعتبر سابق خطير للغاية في العالم الغربي وأوروبا قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه
م. عباس