من كتاب: « نُور النهار الحركة الرياضية والثقافية بالشلف. دار نشر الشلف
« موسم 1980-1981: تنافس فيه 16 ناديا، في البطولة السابعة عشر لبطولة الجزائر، للقسم الوطني الاول: « RC.KOUBA »، « JET.TIZI OUZOU »، « EP.SETIF »، « ESM EL.HARRACH »، « MP. ALGER »، « MA. HUSSEIN DEY »، »DNC. ALGER »، « ESM. BEL ABBAS »، « MP. ORAN »، »WKF. COLLO »، « ASC. ORAN »، « CM.BELCOURT »، »GCR. MASCARA »، « CM. BATNA »، « ESM. GUELMA »، و »DNC. AS » (الاصنام).
« أسود الشلف » لعبوا المقابلة الاولى في قالمة، امام ESG، المقابلة الثانية كانت بالاصنام ضد وفاق القل، والثالثة في وهران ضد مولودية وهران، اما الرابعة فكانت ضد CA.BATNAبالاصنام، والخامسة كانت في العاصمة ضد نادي بناء الجزائر. بالنسبة الى المقابلة السادسة فإن رفاق زايري وبنصيحة من السيد روغوف، ذهبوا لمقابلة فريق الحراش في يوم الجمعة 10 أكتوبر 1980.. لقاء انتهى بانتصار بناة الاصنام بنتيجة 2-1.
نادي بناء الاصنام سجل هذا اليوم انخراط الوافد الجديد بليلي، جناح ايمن سابق لشباب بلكور، الذي لمع بتسجيل هدف خلال هذه المقابلة. لكن، وللأسف، في هذا اليوم، وعلى الساعة 13.25 دقيقة اهتزت الارض بقوة في الاصنام (7.5 درجات على سلم ريشتر من اصل 9 درجات)، مدينة الاصنام وضواحيها دُمرت بنسبة 80 بالمئة، وتم تعداد 2500 قتيل، منهم 1500 في عاصمة الولاية. عشرات الالاف من الجرحى، عشرات المفقودين، وشعب بدون مأوى.
هذا اليوم، عرف وقفة ترحم على شهداء الاصنام الذين دفنوا في العالية من طرف مجموعة صغيرة من المسيرين، منهم السيد محمد بن عياد، قبل اللقاء، حيث كان الاصناميون مدعوين الى مأدبة صغيرة نظمها الحراشيون. كل الاتصالات الهاتفية مع الاصنام كانت مقطوعة، وفي غياب معلومات موثوق منها لعب « فريق بناء الاصنام » المباراة بشكل عادي، وعند الخروج من غرف تبديل الملابس علموا بأن زلزالا ضرب المدينة، ولأنه لم يبق لنا اي رغبة في حضور المأدبة فقد اعتذرنا بلباقة، وسارعنا الى سيارات العودة الى ديارنا بغصة في الصدر.
عند وصولنا الى العفرون، أكد راديو مونتي كارلو أن زلزالا عنيفا هدم قرابة 70 بالمئة من مدينة الاصنام (أورليان فيل سابقا)، تحركات سيارات الاسعاف وصفارات الانذار كانت تصعد من قلقنا، وبدا لا الطريق انه بلا نهاية.. العمارات القليلة التي بقيت منتصبة منحتنا بعض الامل بأن نجد ذوينا أحياء.
وأمام هذه الكارثة الوطنية، قررت هيآت كرة القدم الجزائرية –بعد شهرين- ترك فريق بناء الاصنام يلعب على بياض. بالنسبة الى باقي البطولة، ظل ملعب معمر ساحلي بحي الحرية، يضم مخيما كبيرا، وقررت السلطات العسكرية، وعلى رأسها العقيد المرحوم عباس غزيّل، اجراءات كل لقاءات الاصناميين في « الملعب الأولمبي » الذي لم يكن استلامه قد تم بعد، والذي اصبح بعد ذلك ملعب « محمد بومزراق ».