يمر هذا المشهد على المارة بالساحات العامة في الجزائر العاصمة، أين توثق مشاهد لمواطنين يطعمون الطيور بطرق عشوائية وغير منظمة، الذي أدى لانتشار هذه الظاهرة وتحولها إلى بؤر للأمراض والتلوث البيئي، ووصفها البعض بأنها مظهر غير حضاري لما تسببه من تشويه للمنظر العام يترتب عليه آثار اقتصادية
يؤكد المشرع الجزائري على ضرورة الحفاظ على نظافة وجمالية الأماكن العامة في الجزائر حسب القانون 49-2004 المتعلق بالشؤون العامة والمحافظة على المظهر الجمالي للمدينة، الذي يلزم كل من الجهات العامة والخاصة على حد سواء بمواد هذا القانون من خلال عزل النفايات الصلبة، السائلة والغازية عن المدن والساحات العامة
على الرغم من هذا، يصر المواطن الجزائري على تقديم بقايا الخبز والعجائن للحمام في مختلف الأماكن العامة: ساحة الشهداء، ساحة محطة الترامواي والميترو رويسو، ساحة سوق كلوزال بالقرب من محطة القطار. كل هذه الأماكن السابق ذكرها تعد الأكثر حركية واقبالا بالعاصمة
لماذا يمنع اطعام الحمام بالأماكن العامة حسب الباحثين؟
ذكر خورخي شوندوب، أن إطعامهم يولد مخاطر مستمدة من فضلاتهم، لأنه عند ملامسته للمطر ينتج أحماض تؤثر على المباني وصحة الإنسان لأنه شيء يتنفس في الشوارع. بعض المباني الأكثر تضررا هي الحجارة التي تصنع منها الكنائس والمباني التاريخية وحتى زجاج السيارات، الاسلاك الكهربائية
وفقا لشوندوب، هناك مدن في أوروبا حيث يحظر إطعامهم وبفضل هذا، يتم تقليل عدد السكان وحتى إجبارهم على البحث عن الطعام خارج المدن. وأوصى الباحث بالتوقف عن إطعامهم في الساحات في المدن والبلدات لأن ذلك سيساعد على تقليل مخاطر هذه الأمراض
وذلك راجع حسب الباحث، لاكتفاء الحمام بالبحث عن الطعام وبمرور الوقت أصبحوا حيوانات آكلة اللحوم، مما يعني أن لديهم القدرة على هضم أنواع مختلفة من الطعام. إن إطعام هذه الحيوانات يفضل تكاثرها غير المنضبط، ويزيد من الأوساخ على الطرق العامة وبالتالي ظهور الروائح الكريهة التي تحتوي على جراثيم نتنفسه يوميًا ويمكن أن تضر بنا
هل ستصدر وزارة البيئة قانونا يمنع اطعام الحيوانات في الأماكن العامة؟
عرفت الدول الأوروبية صعوبة كبيرة في التحكم في حركة الحمام بالاماكن العامة، حيث ألحق أضرارا بعدة أماكن حساسة على أقبية المباني مثل منافذ التهوئة أو على شرف النوافذ. وتكلف الأضرار التي يتسبب بها الحمام في الأماكن التي يقيم فيها أو تلك التي يلقي فيها بفضلاته، 15 ألف يورو في السنة لبلدية الدائرة العاشرة في باريس، لذلك تطالب المنظمات البلدية باريس الكبرى باتخاذ إجراءات أكثر حزما ضد سكان العاصمة وزوارها من الذين يحلو لهم إطعام الحمام للتقرب منه. بل لوحظ قرب بعض الأماكن السياحية منها مُتحف اللوفر أن أشخاصا يعيشون على إطعام الحمام في كفوف أيادي السياح حتى يلتقط هؤلاء لأنفسهم صورا والحمام فوق أياديهم أو على أكتافهم أو فوق رؤوسهم.
يمنع إطعام الحمام فى مدينة البندقية الإيطالية وبالتحديد فى ساحة القديس مارك تبلغ عقوبة من يقوم بإطعام الحمام 700 يورو، حيث يشكل الحمام خطرا على الصحة، كما أنه يسيء إلى تماثيل المدينة، بعد لندن وغيرها من العواصم الأوروبية السياحية، والتي أكدت على ان السياسة الردعية هي الحل الأمثل لمنع هذه الظاهرة
نصيرة سايب