L'Algérie de plus près

ارتدادات فكرية: للأسف والألم

عبوب محمد أمين -أبو نزار

أستاذ بجامعة حسيبة بن بوعلي -الشلف

aboubamine@gmail.com


يحكى أن اللبؤة سألت الأسد فقالت: هل تعلم لما تكون النهايات دائما قاسية؟ نظر إليها الأسد وقال: لا توجد نهايات؛ فالأُسُودُ لا تموت إلا مرة واحدة…النهاية هي الرحلة الأخيرة لأسد مريض مُنهَك ترك الزمن أثاره العميقة على أطرافه؛ تذَكر أن له وطنا فقرر السفر إليه على أمل أن يذكره معشر الأسود ويتحول اسمه إلى أسطورة، فقال للبؤة: جاء وقت الرحيل، ردت: الوطن موطن الأشبال، فسار لوحده وهو الذي بَقِيَ يحرُسُ عرينه لأجيال خشية أن يهاجمه نِدٌ له أو عدو يترصده، وبعد وقت يسير لجأ الأسد إلى جذع شجرة ليلفظ أنفاسه الأخيرة وحيدا…تلك هي النهاية ولا نهاية أخرى غيرها.لكن للأسف والألم في عالم البشر نهايات كثيرة، نهاية عندما تَخبُرُ سعادة اللقاء وألم الفقد عند رؤيتك للشمال بعد تَتَبُعكَ للقدر وما أقساه من قدر؛ لتناديه أربع مرات كنَكرَةٍ وسط الطريق فيسألك « هل ناديت مطولاً؟ » وهو يقصد « هل ناَديتَ بما فيه الكفاية؟ »، للأسف والألم على نهاية تتأملها فتدرك أنها نتاج السراب، وكل تلك الأحلام التي كنا ندرك أنها مستحيلة لكننا آمنا أنها أحلام والأحلام أوجدت لتتحقق، للأسف والألم أن يُعتَبَرَ الجبن قوة والهروب انتصار؛ أن تقف وراء الباب في انتظار من لا يأتي أبدا وتشم رائحة الهجر في حبة حلوى منافقة، للأسف والألم أن تعيش واقعا وخيالا لا يدركه أحد سواك؛ الساعة فيه بعُمرٍ ويُسرَق فيه العُمرُ ليتحول إلى ساعات، للأسف والألم أن يُصبح الشوق تُهمة وإلقاء السلام ذنباً يُعَاقَبُ عليه بالصمت المؤبد مع النظرات القاسية، ويَقتُلَ حديثنا المبني للمجهول كل شيء كان بيننا حتى الود والرحمة ليحل محلها الخوف والوحدة…للأسف والألم.
كُبِتَ هذا النص مرات عديدة لكنه يأبى إلا أن يُنشر 15/06/2022.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *