L'Algérie de plus près

أكتب، تحدث، إقرأ عربي

نشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية، والعلم، والثقافة اليونسكو عبر موقعها الرسمي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، منشورا احتفاليا يحيي هذا اليوم العالمي، في موعد سنوي لإبراز إرث هذه اللغة، ومساهمتها في بناء وتشييد الحضارة الإنسانية، على اعتبار اللغة العربية من أقدم اللغات وأكثرها محافظة على ارثها وثوابتها.
كما ركزت اليونسكو اهتمامها على إبراز الإسهامات الغزيرة للغة العربية في إثراء التنوع الثقافي واللغوي الإنساني، فضلاً عن مساهمتها في إنتاج المعارف العامة والمتخصصة. نظمت اليونسكو بمناسبة هذا اليوم إحتفالا خاصا تضمن سلسلة من حلقات النقاش، والفعاليات الثقافية في مقرها المتواحد بباريس، حيث يجتمع الأكاديميون والباحثون والخبراء والشباب لمناقشة المواضيع المتصلة باللغة بما فيها التنوع الثقافي، القيم الإنسانية المشتركة، وكذا متطلبات التماسك والإندماج الاجتماعي من خلال إبراز فضاءات التعدد اللغوي، وينظم الاحتفال بالشراكة والتعاون مع العديد من الفاعلين والناشطين في المجال.
هذا الإهتمام نابع من كون اللغة العربية من أعرق اللغات، وأكثرها ثراء، إذ يزيد عدد كلماتها أكثر من اثني عشر مليون كلمة، كما أنها لغة القرآن الكريم لقوله تعالى في سورة يوسف : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، مصونة برسالة الكتاب الكريم، فهي بذلك لغة عبادة عند أكثر من مليار مسلم عبر العالم، ويتحدثها أكثر من 400 مليون نسمة موزعة عبر العالم.
هذا اليوم العالمي موعد لتأكيد تفاخر المتحدثين بها بعراقتها وأصالتها وبيانها، فهي تحتل مكانةً خاصةً في قلوب جميع العرب، ما جعل اسمها يلمع في كل بقعةٍ من بقاع العالم.
إضافة إلى ما سبق، يجب التأكيد أن الممارسة والاستخدام الدائمين هما الكفيل للحفاظ على مكانة اللغة العربية، فالافتخار دون الممارسة فعلا وقولا لا تؤتي بثمار الرقي اللغوي، لذا وجب على المهتمين باللغة العربية، دارسين ومتحدثبن بها من العرب وغير العرب ان يثمنوا أي استخدام من شأنه التعزيز من مكانتها وجعلها جزء لا يتجزأ من الممارسة اليومية الروتينية، خاصة في ظل التهديدات التقنية التي تتربى بسلامة اللغات وانضباطها بقواعد النحو، بالنظر إلى التداخل اللغوي في حالات التواصل الرقمي عبر الوسائط الجديدة، كأن يتحدث المستخدم باللغة العربية بالحرف اللاتيني، أو يتحدث العربي بلغة غير عربية مع عربي ثاني.
الحفاظ على مكانة العربية ورونقها، لا يستدعي التفاخر والتكريم المعنوي لها انما يتطلب ان أكتب وأتحدث وأقرأ عربي وكلي فخر واعتزاز في الفضاءات الرقمية والعامة لأنها ستحفز دون شك على حضور دائم ومستمر للغة العربية في بيئتها التي يتوجب أن تكون فيها، فالممارسة والاستخدام هما الإطار الأمثل لحفظ المكانة وترقية الإهتمام كمكسب جماعي مجتمعي مشترك.

عمر بن حاجية

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *