لقد ساهم الفنان الكبير الهاشمي قروابي المعروف بصوته المتميز واداءه الرائع للقصيد، في نشر الأغنية الخفيفة أو ما يسمى بالمنوعات رفقة مغنيين اخرين من جيله كما عمل على تقريب الأغنية الشعبية من جمهور الشباب السبعينات من القرن الماضي كما نجح في استحواذ قلوب جيل من عشاق هذا الطبع الغنائي قبل ان يرحل عن هذا العالم في 17 يوليو 2006.
ونجح هذا المطرب الذي يعتبر علامة فارقة في هذا اللون الغنائي الشهير ب « الشعبي » بفضل صوته العذب واناقته كما ساهمت ايضا نصوص محبوب باتي (1919-2000) أحد كبار الموسيقى الجزائرية في جعله من أبرز الفنانين الذين اخرجوا هذا اللون الغنائي الذين كان حبيس عالم الاعراس العائلية الى المنصات والفضاءات الفنية في الجزائر وخارجها حيث تمكن من فرض حضوره
ولد الهاشمي قروابي في الجزائر العاصمة في 6 يناير 1938 والتحق بأوبرا الجزائر في سن ال 15 بعد ان قضى بعض الاعوام في ممارسة رياضة كرة القدم في فريق حييه، قبل ان يكتشف الجمهور صوته العذب وحضوره المميز في المسرح. ومع السنوات الاولى لاسترجاع الاستقلال وبعد ظهوره في فرقة الحاج امحمد العنقاء سنة 1963 تمكن الفنان من اقناع جمهور تلك الفترة الذي كان ميالا للموسيقى الشرقية والغربية من استلطاف هذا اللون الشعبي الذي عشقه فيما بعد
وساهم الموسيقي والشاعر محبوب باتي في الدفع به الى مقدمة المشهد الغنائي الجزائري بأغاني من نوع المنوعات مثل « البارح » و « الورقة » و « الماضي » وكذا « الو الو » والى جانب مسايرته للتيار العصري السائد آنذاك وفرضه لأسلوبه الخاص والعزف على الماندول الغيتارة ابدى الهاشمي قروابي انجذابا نحو السينما والمسرح، كما تألق بأغاني خالدة في نوع لقصيد على غرار « الحراز » و « يوم الخميس » وايضا «قرصاني ايغنم » ليصبح فعلا سليل كبار هذا اللون الغنائي من أمثال الحاج مريزق ومحمد زربوط
لقد استطاع قروابي الذي لم يلقن فنه بطريقة تقليدية من التاثير في الكثير من الفنانين الشباب الذين تبنوا أسلوبه واداءه على غرار عبد الرزاق قنيف وسيد علي لقام وعثمان روبيي وسيد علي دريس و كذا الشيخ دريدي الى جانب عدد كبير من المغنيين الذين يستلهمون اداءه و اسلوبه من تسجيلاته عن طريق الانترنيت
وكان الراحل قد أكد في اخر حفل له في 2005 رفضه « نسيان او عزل الشعبي » اطلاقا حرصا منه على النقل والبحث على الخلف لمواصلة و استمرار هذا الطبع الغنائي الذين له عشاق في كل انحاء الوطن و خارجه