تنظم جمعية الرونق العنابي أيام 11-12 ماي 2022 و بدعم من بلديّة عنابة ملتقى وطني حول التراث الثقافي لمدينة عنابة بقاعة التشريفات للبلدية باعتبارها معلما معماريا هاما وبالمكتبة المركزية « حسن دردور » كما ستنظّم سهرات لاستعراض عادات و تقاليد العرس بعنابة تتخللها مداخلات من مختصّين لشرح كل تفاصيل العادات و التقاليد و ذلك بنزل « دار الشاذلي ». سيجمع الملتقى ثلّة من المختصين في مجال التراث من باحثين جامعيين و اداريين كمدراء متاحف وطنية و إطارات من العاصمة، تلمسان، تيسمسيلت، قسنطينة، قالمة وعنابة لمحاولة تسليط الضوء على التراث العنابي من جهة و سبل التعريف به و تثمينه والحفاظ عليه من أجل أن يصبح موردا اقتصاديا و ذلك بفضل المداخلات المختلفة و المتنوعة التي ستشمل خصوصيات التراث الثقافي العنابي و التجارب الوطنية في مجال المحافظة و تسيير الموروث الثقافي
يهدف الملتقى للتعريف بالتراث العنابي، والتدقيق في مركباته المختلفة، والبحث في طرق صيانته، والمحافظة عليه ودراسة إمكانية تجديد التراث، والحفاظ على أصالته ليصبح مورد تنمية. من جهة أخرى تحرص الجمعية على تقديم التراث الثقافي خلال هذه التظاهرة في أحسن صورة و بكل احترافية، وفنيّة مع احترام خصوصياته المختلفة، والمتنوعة على عكس ما نعيشه، ونتحسّرعليه عند مشاهدته في مختلف التظاهرات المشوّهة للتراث. كما تسعى لبداية تدوين كل ما هو تراث ثقافي عنابي
يحاول الملتقى الإجابة على التساؤل التالي: كيف يتم التعريف بالتراث، والحفاظ عليه، والتجديد فيه من أجل التنمية المحلية بعنابة؟ كما حدّدت اللجنة العلمية للملتقى النقاط التي ستعالجها المداخلات أساسا والتي تدور حول تاريخ مدينة عنابة من ما قبل التاريخ إلى غاية التاريخ المعاصر، والحديث مع التطرق لعلماء المدينة، وأعلامها، وكذا تاريخ الثورة الجزائرية، والحركة الوطنية في عنابة، معالم المدينة الأثرية هيبون، ومعالم حضارة بونة الإسلامية، والعمارة، والتعمير، والقطاعات المحفوظة، وكيفية الحماية، ومخططات الحفظ، قضية ارتباط التراث الثقافي بالتراث الطبيعي، واتفاقية 1972، وإمكانية تصنيف القطاعات الثقافية، كيفية استغلال التراث الثقافي المادي، واللامادي في دعم الاقتصاد الوطني من خلال خلق مؤسسات، أو شركات ثقافية تروج، وتحمي التراث، وتحيي الحس التراثي في الشباب.، و دراسة سبل المحافظة، والتجديد فيما يخص اللّباس التقليدي النّسائي، والرجالي، وكل ما هو رمزية في الطرز، والحلي، وكذا الأكلات التقليدية، والموسيقى الأصيلة بأنواعها، والتعابير، والاحتفالات الموسمية، والحكايات، والأمثال الشعبية مع استعراض بعض العادات. كما تجدر الإشارة بان اللحنة العلمية للملتقى ترأسها الدكتورة سعاد شقرون متكونة من البروفيسور عيلان محمد و البروفيسور كمال عطاب و البروفيسور سعاد بوفنارة و الدكتورة بومادة بريكة من جامعة عنابة ، و البروفيسور دب رابح من جامعة قسنطينة، و الدكتور عمار نوارة مدير المتحف و الموقع الأثري هيبون ، و الأستاذ ادريس بوذيبة مدير الثقافة سابقا و الأستاذ محمد النذير شلالي محامي و مهتم بالتراث و تاريخ المدينة
وتبرز إشكالية الملتقى انّ التراث المادي واللامادي هو مرآة عاكسة لهويّة الشعوب، اذ يرتبط ببيئة الانسان والتراث الطبيعي فلا يكتمل البحث في التراث الثقافي دون التحدث عن التراث الطبيعي؛ لأنّ الطبيعة هي مورد الثقافات. وللحفاظ على التراث الثقافي من الاندثار لا بد من المواطن أن يساهم في الدفاع على مقومات أمته، وعلى تنمّية قدراته في التخطيط،، والتدبير لإيجاد حلول تتوافق مع مبادئ الأصالة، والعصرنة لأجل تلبية حاجياته المختلفة من تحقيق الذات، وروح الانتماء، والرفاهيّة الماديّة. ومما لا شك فيه انّ انتقال المعرفة عبر الأجيال، وإعادة صياغتها تولّد الشعور بالاستمرارية، كما تساهم في التنمية الاجتماعية، والاقتصادية حتى يصبح مصدرا مهما من المصادر الاقتصاديّة في البلاد. و توضح إشكالية الملتقى أنّه مع نقل الفرد الجزائري التراث شفهيا طيلة حقبات زمنيّة متراكمة، وتقدم العلوم؛ وخاصة مع تطور التكنولوجيا – في مجال الاعلام، والاتصال -، جعلته يفقد أهّم ركائز هذا التراث؛ فرغم المحافظة على بعض أنماط العيش، والفنون، والحرف، والتعابير، وكل ما هو منقول ؛ إلاّ أن ّالكثير من التخصّصات المحليّة تلاشت بسبب عدم تدوينها من جهة، وتأثرها بالثقافات الأجنبية السهلة الاستقطاب من جهة أخرى. إنّ الحاجة للعيش في رفاهية، وبأمان، والتغيرات التي عرفها عالم الهندسة المعماريّة ونقصد بها التحولات الكبرى التي طرأت على الفضاءات التي نعيش فيها على حساب ما كان معمول به سابقا كانت سببا في اندثار جزء كبير من التراث الثقافي. كما توضّح إشكالية الملتقى « تراثيا » أنّ السبب الذي جعل التراث الثقافي في عنابة مهدّدا بالتشويه، والزوال هو عدم وجود مؤسّسة ثقافيّة متخصّصة لحمايته، والحفاظ عليه. ورغم أنّ مدينة بونة أصبحت قطاعا محميا منذ 2013، لكنها لم تحظى بمخطّط حماية PPSMVSS حتى اليوم؛ فهذا يشكّل خطرا على ما تركه لها الزمن والذي باستطاعتنا تثمينه بصيانته والحفاظ عليه والاستثمار فيه في الجانبين السياحي و الثقافي