في حربها التدميرية على غزة ولبنان، يستعمل الكيان الصهيوني المجرم القنابل العنقودية مهدات من امريكا والغرب وهي أسلحة تنفتح في الهواء وينطلق منها عدد كبير من الذخائر أو القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة بهدف تدمير أهداف متعددة في وقت واحد وهي مضرة بالبيئة ومحرمة دوليا. وفي تقرير حديث لبنان الميادين اللبنانية، أكدّت المقاومة الإسلامية في لبنان أنّ « قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت الثلاثاء على قصف مناطق في وادي الخنازير بوادي الحجير، وخلّة راج ما بين بلدة علمان وبلدة دير سريان، وأيضاً شرقي بلدة علمان باتجاه الأحراش، جنوبي لبنان، بصواريخ محشوّة بالقنابل العنقودية المحرّمة دولياً »
وطالب البيان الذي صدر عن العلاقات العامة في حزب الله الجهات ذات الصلة في لبنان، والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، بـ »إدانة هذه الجريمة النكراء بكل المقاييس »، خصوصاً لما لها من « أثار سلبية بعيدة المدى على المدنيين »، تضيف القنات
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم جيش الاحتلال فيها، الأسلحة المحرمة دولياً من فوسفورية، عنقودية، انشطارية، فراغية وغيرها في لبنان وغزة، تقول القناة
والأسبوع الماضي نشر الميادين نت بيان « نقابة الكيميائيين اللبنانيين » حول « آثار استنشاق غبار القصف الذي تتعرّض له الضاحية الجنوبية وباقي المناطق اللبنانية، وحذّرت في بيانها من استخدام اليورانيوم المُنضّب، لأنّ حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار دليل على استخدام القنابل التي تحتوي على اليورانيوم المنضب (Depleted Uranium) الذي يتمت بقوة اختراق هائلة
تاريخ اجرامي صهيوني
ففي عام 2020، تتابع القناة، كتبت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، في تقرير أن بلدات وقرى جنوبية عدة عانت من خطر القنابل العنقودية الإسرائيلية التي رميت في عدوان تموز/ يوليو 2006، وخصوصا المزارعين ورعاة المواشي، بعدما طمرت العوامل الطبيعية من رياح وأمطار وعواصف تلك القنابل في الأرض
وأضاف هذا التقرير ان « ما عقّد عملية نزعها وباتت احتلالاً مدفوناً في الأرض على الرغم من مرور أعوام على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان يومها، حين القت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 5 ملايين قنبلة أدت حتى اليوم إلى استشهاد وجرح مئات الأشخاص، ومنهم من أصيب بإعاقات وعمليات بتر لأقدامهم »، وغالبيتهم فقدوا عيونهم وهم من المزارعين والرعاة
يقول المختصون انه « يتم إسقاط الذخائر العنقودية من الطائرات على شكل قنبلة أو يتم إطلاقها على شكل صواريخ من مدافع الهاوتزر والمدفعية وقاذفات الصواريخ. تحتوي الذخائر العنقودية على مئات القنابل الصغيرة التي تنتشر في مناطق واسعة تتفاوت مساحتها بين مساحة ملعب كرة القدم وبين عدة هكتارات، ما يجعلها تتسبب ليس في مقتل الجنود فحسب وإنما أيضاً المدنيين والكثير من الأطفال. » هذا وجاء في التقرير أنه تم استخدام القنابل العنقودية « منذ الحرب العالمية الثانية واستخدمت أيضاً على سبيل المثال في حرب الفيتنام عندما أطلقت الولايات المتحدة حوالي 260 مليون قنبلة صغيرة فوق لاوس تاركة دماراً وتلوثاً كبيرين
وحتى بعد مرور عقود من الزمن يمكن أن تتحول القنابل التي لم تنفجر بعد إلى فخٍّ مميت للكثيرين. فالقنابل العنقودية لا ينفجر منها عند الارتطام سوى 40 بالمائة، في حين تظل القنابل الأخرى قابلة للانفجار في أي لحظة مما قد يسبب في مقتل أو تشويه الكثير من الأشخاص، حسب منظمة الإغاثة هانديكاب انترناشونال. تظل الذخيرة جاهزة للانفجار في أي وقت وهي تعمل بطريقة كارثية مماثلة للألغام الأرضية وتجعل المناطق المتضررة غير صالحة للسكن في بعض الأحيان، تسجل القناة.
يتأثر المدنيون على وجه الخصوص من الذخائر العنية. فقد أفاد رصد قامت به منظمة « هانديكاب انترناشونال » لعام 2022 أن 97 %من الضحايا في تلك الفترة من المدنيين وأن 66 % منهم هم من الأطفال، حسب نفس المصدر.
التأثير البيئي وكلفة إزالتها
فيما يتعلق بالتأثير البيئي للقنابل العنقودية، فإن الدولة الملوّثة أرضها بهذه الذخائر، لا تستطيع استغلال أرضها ومواردها الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى بطء في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية
كذلك تتحمل أيضاً تكلفة مالية كبيرة، في حال قررت تنظيف الأراضي من الذخائر العنقودية غير المنفجرة، حيث أن كلفة إزالة كل ذخيرة عنقودية غير منفجرة، مع الأخذ بعين الاعتبار الحد الأدنى من تدابير السلامة، يبلغ معدلها بين 2000 و3000 دولار وفقاً لطبيعة الأرض
ولا يخفى ما لهذا السلاح من تأثير على البيئة أيضاً، إذ يؤدي انفجار الذخيرة العنقودية إلى تلوث التربة، ويجعل منها أرضاً ميتة لا تنتج شيئاً. ومما يزيد الأمر تعقيداً أن الذخائر العنقودية يمكن أن تنتقل من مكانها، بفعل عوامل الطبيعة كالسيول والانجراف الطيني، وهذا سيؤدي إلى تلويث مناطق، اعتبرت في السابق خالية من الذخائر العنقودية غير المنفجرة
فإلى جانب المجازر التي يتعرض لها المدنيون وتدمير البنية التحتية في فلسطين ولبنان، هناك كوارث بيئية ناجمة عن القنابل العنقودية. ترتفع الأصوات مطالبة المجتمع الدولي بالعمل وحماية البيئة في مناطق النزاع. لقد أدرجت سلطات الاتحاد الأوروبي للتو في القانون الأوروبي مفهوم الإبادة البيئية، التي تُعرف بأنها التدمير المتعمد للبيئة، حسب الصحف
ولأول مرة ناقش مؤتمر الأطراف المعني بالمناخ، المنعقد في دبي، هذا الموضوع خلال يوم مخصص لـ”الإغاثة في حالات الطوارئ والتعافي والسلام”. ومع ذلك، فإن هذه الاعتبارات ليست من بين أولويات مفاوضات COP28. ومع ذلك، فإن آثار الحروب على البيئة ليست ضئيلة
ع٠م
One thought on “القنابل العنقودية الاسرائيلية على غزة ولبنان: احتلال مدفون في الأرض”
Les ONG internationales de défense de l’environnement doivent condamner Israël et les USA pour cela