لا يزال الجزائريون، شأنهم شأن سائر المسلمين على هذه المعمورة، يحتفلون بالمناسبة التي نجى الله عزّ وجل، نبيه موسى ومن معه من المؤمنين، وأغرق فيها عدوه فرعون ومن معه من الظالمين.
غير أن احتفال وعادات الجزائريين في عاشوراء له طابع ونكهة مختلفان، من خلال جملة من العادات التي ما زالت العائلات الجزائرية وفية لها؛ عادات وتقاليد ورثوها عن الأجداد، وصارت ترسم أبهج الصور عن علاقة الجزائريين بيوم عاشوراء.
تحتفل ساكنة ولاية الشلف بمناسبة عاشوراء بإحياء عادات و تقاليد متوارثة عبر الأجيال، و عادة ما يبدأ الإحتفال بهذه المناسبة الدينية في اليوم التاسع من محرم أو كما يسمى تاسوعاء، انطلاقا من المساجد و ذلك بتلاوة القرآن الكريم و تقديم دروس و مواعض للتعريف أكثر بالجانب الديني لهذه المناسبة، كما يتخللها تكريم لحفظة القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف، فيما تستغلها بعض الجمعيات لإقامة حفلات ختان جماعي.
تقوم العائلات الشلفية بإخراج الصدقات أو ما يسمى محليا ب »الغفارة »، وهو طعام يقدم لجيران الحي، كما يقوم الأطفال بتجميع الحلويات من المنازل، ناهيك عن الصيام و إخراج الزكاة و صلة الرحم، حيث تبقى هذه العادات الاجتماعية ذات نكهة خاصة في الأوساط المحلية.
و تقول الحاجة مريم القاطنة ببلدية بوقادير أن « الإحتفالات بعاشوراء تتنوع من بلدية إلى اخرى، حيث يفضل الكثير اغتنام هذه المناسبة الدينية للتقرب من الله من صيام و زكاة والتي تسمى ب » العشور » أو « العواشير »، كما تقوم العائلات بإعداد أطباق تقليدية مثل الرشتة و الكسكس و تبادلها بين الجيران، في حين أن الأمهات لا يزلن متمسكين بعادة قص الشعر للبنات أو تقصيره بعض الشيء، اعتقاداً منهن أنه تعشير أو زكاة من الشعر حتى يزداد طولاً وكثافة، وتعمد أخريات إلى تزيين عيونهن بالكحل العربي، اعتقاداً منهن أن نظرهن سيصبح ثاقباً، ناهيك عن الحناء والبخور الذي تفوح رائحته في ذلك اليوم من كلّ بيتٍ جزائري.
تعتبر مناسبة العاشر من محرم فرصة سانحة لتعزيز أواصر التسامح و التآخي بين الساكنة إذ أنها تلم شمل العائلات للإحتفال بها جماعيا، حيث تتناسى الخلافات و تشاع فيها معاني الأخوة و التضامن.
بسملة جلطي بن زيان