تمنغست: يناير بداية موسم فلاحي وتجسيد لعبقرية تيفيناغ

في فسيفساء حضارية وعبقة التاريخ الثري لثقافة الأمازيع في بقاع الأرض، تم الاحتفاء بعيد يناير على مستوى ساحة أول نوفمبر بوسط المدينة بتمنغست، وهذا بحضور السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية السيد محمد بودراع ورئيس المجلس الشعبي الولائي السيد البكاي بيكة، أين تم عرض للزي التقليدي الذي يمثل مختلف المكونات الأمازيغية في ربوع الجزائر من طرف براعم يمثلون جمعيات المجتمع المدني والمدارس التعليمية تحت إشراف مديرية التربية

من خلال هذه المناسبة الوطنية أقترب الموقع الإلكتروني » الشليف » من الباحث في التراث والثقافة الأمازيغية الأستاذ محمد خويه الذي أكد على أن يناير يعتبر الشهر الأول للتقويم عند إموهاغ وهو مرتبط أساسا بخدمة الأرض

يضيف مفتش التعليم خوية أن يناير هو اليوم الأخير للحرث واليوم الأول لبداية الأيام المعتدلة في الشتاء، هذا ما يجعل الأرض الفلاحية تتنفس حتى بداية الربيع (تافسيت)

وحسب ذات المتحدث، فإن الروايات المتداولة في التراث الشعبي عند إموهاغ، بأن يناير هو فال خير للموسم الفلاحي الجديد، وفي نفس السياق أكد على أن خدمة الأرض مشتركة عند الرجل والمرأة والصبية، فالجميع يكد ويجد في خدمة الأرض، ممزوج بأهازيج تتغنى بها النسوة على غرار ( تيندي، تزنغراهت، آليون) تلك الأهازيج كمحفز للرجال أثناء خدمة الأرض على حد تعبير المتحدث، ليضيف بأن يناير في مجتمع إموهاغ غير موسع كما هو الحال عند المكونات الأخرى على غرار « القبايل »، « الشاوية »، « بني مزاب » … فيناير يوم عيد بالنسبة إليها بحيث يكون هذا اليوم ملتقى للعائلات ويتم تناول مختلف المأكولات التقليدية على غرار الكسكس و »الشخشوخة » بحسب المناطق

ليضيف « يعتبر كبركة في تلك الفترة، هذه ثقافة جيدة للإنسان الذي يعيش فوق الأرض، مما يعني احترام للأرض التي يسكنها » يستطرد يناير فال خير في مجتمع اموهاغ

في سياق متصل أكد الباحث في اللغة والثقافة الأمازيغية الأستاذ محمد حمزة أن يناير تأكيد على العبقرية التي جسدها إموهاغ من خلال كتابة « تيفيناغ » يقول أغتنم هذه المناسبة في إقامة معرض أنشر من خلاله الأقوال والحكم التي قيلت على لسان إموهاغ باعتبارهم خزان أدبي محفور في أعماق الثقافة الأمازيغية

يضيف ذات المتحدث أن هناك مقولة أعجبتني « أكت تيغري، آستقلم أضنت أيهري » بمعنى إذهبو إلى الدراسة وعند العودة أرعو الغنم، إن دل هذا على نشئ إنما يدل على أن أماهغ مهتم برعاية الغنم وهي جزء من ثقافته، يضيف حمزة أن مجتمع إموهاغ عرف فلاسفة وعلماء في كتابة تيفيناغ على غرار داسين ولت أهمه التي سئلت  » لماذا في تيفيناغ خطوط و دوائر ونقاط » لتجيب أنها أرجل المعز والبقرلرتباط أماهغ بتلك الحيوانات يضيف المتحدث ذالك الرد جعلني أكتب قصيدة مطلعها « تيفيناغ ننغ، أدوين امراون ننغ » بمعنى أنها إرث الأجداد، يضيف الباحث أن كل أمة لها عبقريتها وعبقرية هذا المجتمع « تيفيناغ » (آك تمتي تلى أبرا قنيت) ليؤكد على أن ولت أهمة في الموروث الشعبي عكفت على تعليم تيفيناغ، و أق أمستان وقف على حماية الوطن، يضيف أن تلك الصورة النمطية التي رسمت عن مجتمع إموهاغ (الرقص)، نحن نتجاوز تلك الصورة فمجتمع إموهاغ وصل إلى العالمية على غرار الكاتب العالمي إبراهيم الكوني

هذا وأكدت الحاجة تينكيون ولت الحاج أحمد أن ينايرهو بداية الموسم الفلاحي من خلال وقوف المرأة إلى جانب الرجل في هذه المناسبة، لتؤكد على وجود مواسم على غرار سعد السعود وسعد لخبية وسعد البودة، لتضيف على أن يناير مغروس في حضارة إموهاغ

وعلى هامش اللقاء تم زيارة المعارض المقامة، من طرف السلطات المحلية، ولقد شاركت جمعيات على غرار جمعية « أفوس دفوس » إلى جانب عرض الأكلات الشعبية التي تميز منطقة الأهقار قاطبة، وبالمناسبة أقيمت حملة تبرع بالدم تحت إشراف مديرية الصحة لولاية تمنغست

الطاهر كرزيكة