تتدعي الصحافة الفرنسية الشفافية والموضوعية في تغطيتها للأزمات والحروب، كما تدعم من خلال دستورها جميع الحريات الفردية والجماعية منها حرية الفكر والتعبير، كما تحاول إظهار دعمها لقضايا التحرر وردع جميع مظاهر العنف من خلال شاشات القنوات الرسمية وواجهات الجرائد والمظاهرات السلمية، عبارات فقدت مصداقيتها عند الجماهير حسب الدراسات خصوصا بعد تطور منصات التواصل الاجتماعي بعدما تعرض مكتب الصحافة الفرنسية للقصف بغزة
وللحديث حول الموضوع تقربنا من الكاتبة الصحفية الجزائرية والأستاذة كلثوم ستالي، الحائزة على جائزة محمد ديب للأدب عن رواية « مدينة بعيون ذهبية »، بعد مسيرة طويلة كناشطة حقوقية مدافعة عن القضية الفلسطينية حول تفاصيل التغطية الفرنسية للحرب في غزة، في سؤال تمثل في، كيف تقييمين التغطية الإعلامية الفرنسية للحرب في فلسطين؟
كلثوم ستالي « فيما يخص التغطية الصحفية الفرنسية للنزاع القائم في فلسطين والتي انتقدت كثيرا، وذلك لمشاركتها في الدعاية للرواية الإسرائيلية، من خلال استضافة « المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي » بشكل مستمر ودوري عبر القنوات الرسمية، فأغلبهم يقدمون منصاتهم لمسؤولين إسرائيليين من أجل نشر أفكارهم الدعائية حول الوضعية، بالتالي لا تتسم بالاحترافية ولا تتعدى صحافة الرأي في ظل غياب المعلومات الدقيقة و الصحيحة »
ثم أضافت، « وعليه فإن أغلب القنوات التلفزيونية والاعلام الفرنسي بصفة عامة لم تعطي الكلمة لأي صوت فلسطيني خلال هذه الحرب، أين يعد 7 أكتوبر الحدث المرجعي الرئيسي الذي يتحدث من خلاله وسائل الاعلام الفرنسية حول الأحداث بمعزل عن الأمور الأخرى فعلى سبيل المثال « ما يتعلق بالتفجيرات في غزة، عندما يقدمون إحصاء بعدد الضحايا يؤكدون دائما أن المصدر هذه الأعداد هو حماس والذي يمثل بالنسبة لهم مصدر غير موثوق، والتي تعد وسيلة للتقليل من قيمة هؤلاء الضحايا، وهذا في ما يخص الطريقة التي تغطي بها الأحداث في فلسطين من طرف الصحافة الفرنسية التي لم تشر أو تتحدث يوما عن عدد الصحفيين الذين قتلوا في الحرب على غزة »
وكما قلت سابقا، الصحافة الفرنسية لا تقوم بعمل صحفي محترف وجدي عن ما يحدث في الحرب على غزة، والأمر صادم أن ذلك العدد القليل من المقاعد التي منحت للفلسطينيين من خلال الشاشات الفرنسية، تعرضوا للضغط من خلال عملية « تجريدهم من الإنسانية » التعبير الذي ولد أساسا في حكومة نتانياهو المتطرفة التي صرحت في العديد من الفرص « أن الفلسطينيين حيوانات بشرية »، تعابير تستخدمها اليوم الصحافة الفرنسية بهدف اقصاء الشعب الفلسطيني من الأحداث، نادرا ما تظهر صورا تتعلق بالحرب في غزة، لذلك يحتاج الجمهور الفرنسي إلى معرفة حقيقة ما يحدث في غزة بعيدا عن هذه القنوات الإعلامية الغير مهنية التي تحاول دائما حجب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
في كلمة اختصرت واقع التغطية الإعلامية للحرب على غزة قالت الصحفية كلثوم ستالي » من له الرغبة في معرفة حقيقة ما يحدث في غزة، فليبحث بعيدا عن الاعلام الفرنسي، من مصادر موثوقة بصحافة أكثر صدق ومهنية
صورة التقطت يوم 31أكتوبر في الطبعة 26للصالون الدولي للكتاب سيلا عن طريق نصيرة سايب
ترجمة وتحرير نصيرة سايب