L'Algérie de plus près

« وعدة سيدي بيعقوب الشريف « تجربة إجتماعية ثقافية استثنائية

تعد الاحتفالات الشعبية « الوعدات » المنظمة بكثرة في شهر سبتمبر حسب البرنامج الذي تقدمه الجهات المنظمة لها عبر كامل أرجاء ولايات الغرب الجزائريكما تعتبر من العادات والتقاليد المتأصلة التي تصف كرم و خير سكان المنطقة،
ترمز وعدة سيدي بعقوب الشريف إلى نهاية موسم الحصاد و بداية جديدة في قرية أولاد بوزيد ببلدية الظهرة وتشكل موعدا هاما لسكان المنطقة الواحدة، الذين يتقاسمون على مدار يومين أو أكثر، أجواء احتفالية بهيجة

كما تشكل هذه الوعدات فرصة مواتية للمّ الشمل وإصلاح ذات البين، وفض كل النزاعات القائمة بين الأشخاص أو العائلات المتخاصمة، و مناسبة مميزة للخطبة و تحديد مواعيد الزواج، تجتمع العائلات حول طبق الكسكسي التقليدي الجزائري، الذي تشترك في تحضيره نساء القرية
أين تتسابق النسوة على تزيين « القصعة » بكل حب وفخر لتدفع بعدها لمكان إقامة « الطعم » ، حسب ما قالته « الحاجة خيرة » في جلسة النسوة أثناء تحضيرهن للطعام الذي سيخرج باسم الحاج شنفرة ، رائحة القهوة « الملقمة  » لاتقاوم صوت قرمشة خبز الدار بعثت فينا الحياة من جديد

ترحب هذه العائلات بالضيوف الحاضرين الذين يقبلون على الوعدة، سواء من المنطقة أو من ولايات أخرى، في أجواء احتفالية مميزة، تبرز كرم وجود
أهل المنطقة

فضلا عن الجانبين الاجتماعي والتقليدي، عرفت وعدة « سيدي بعقوب الشريف »عروضا خاصة مستوحاة من التراث الجزائري « القصبة، الغايطة، البندير إضافة إلى المديح « الطلبة » على غرار عروض الخيالة التقليدية (الفانتازيا) التي تعد الحلقة الأهم في المناسبة
حيث تقدم فرق الخيالة التي تتشكل من خمسة فرسان فما فوق. والمعروفة محليا بـ«العلفة »، والتي تمثل في الغالب مختلف المناطق أو استعراضات تتجلى فيها براعة الفرسان والخيول، حيث تسعى كل فرقة إلى التميز لتكون الأجدر، أين خطفت فرقة « العثامنية »الانظار لتناسق الأدباء بين فرسانها و مهارة تحكمهم في الخيل

إضافة إلى أناقتهم و جمال لباسهم التقليدي الأصيل المتكون من « الشاشية » أو المظل (قبعة)، بالإضافة إلى « الخف » (الحذاء التقليدي) و«الجلابة » أو البرنوس
تجربة رائعة مرت بها صحفية هاوية في أعالي جبال الظهرة أثبتت مرة أخرى أن القرى و القبائل هم الأكثر تمسكا بالتقاليد و العادات الحميدة في ولاية الشلف ، يرحب هنا بالجميع بكل حب و عفوية، في وسط هذه الاحتفالات الشعبية التي ينتظرها الجميع كل موسم، والتي تعد من التراث المادي وغير المادي لولاية الشلف، والذي نجح سكان قرية أولاد بوزيد في تثمينه والحفاظ عليه

نصيرة سايب

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *