« وداعاً « ب ب سي » وداعا صوت « هنا لندن

بداية نهاية الماس ميديا

 منذ انطلاقها قبل حوالي 85 عاما، ظلّ الشّعار الشّهير « هنا لندن » لصيقاً بها أثيرياّ، وصار مألوفاً لدى المستمع العربي، عبر مختلف الأجيال التي تعاقبت منذ ذلك الحين إلى غاية اليوم، تعاقبٌ مرّ بمختلف وسائل الإعلام الجماهيرية، منذ مرحلة الراديو مرورا بظهور التّلفزيون وانتشاره، وصولا إلى النيوميديا التفاعلية الراهنة ومشتقاتها. لكن، من دون شك ستبقى ذاكرة الأجيال محتفظة بالكثير من الأصوات الجميلة التي أتحفتنا بها إذاعة « بي بي سي BBC »، وأناقة المذيعين الذين مروا على هذا الصرح الإعلامي الكبير والعتيق، خاصةً في سياقات لم يكن لدى المواطن العربي من بديل عن الإذاعة، فكانت « صوت لندن » بديله المناسب بعيدا عن الهدر والإستنزاف، وملاذا آمناً للأخبار والتثقيف والتّرفيه

منذ اليوم، لن نسمع « شعار هنا لندن » مجددا، اليوم تعيش عاصمة الضباب حدثا استثنائيا يمكن وصفه بالحزين، اليوم يتوقف نهائيا بث إذاعة « بي بي سي » (BBC) نهائياً، الفضاء الإعلامي الذي يحتفظ منه المستمع العربي بذكريات كثيرة، والمنبر الذي شكّل جزءا من وعي الجماهير العربية بالشؤون التي تخص منطقتهم، بفضل تغطيته للكثير من الأحداث الكبيرة التي شهدتها المنطقة العربية، ومرّت بها. لهذا، ومنذ أن تمّ الإعلان عن قرار إغلاقها النّهائي، لم تتوقف المرثيات المعبّرة عن الحزن والحسرة جرّاء خسارة هذه الإذاعة، فعبّر البعض عن استغرابهم من هذا القرار، والبعض الآخر عن دهشته من معاملة هذا الصرح الإعلامي العتيد بهكذا أسلوب، في حين تفهّم البعض الآخر وأغلبهم من الملاحظين والنُّقاد الإعلاميين المتخصصين هذا القرار، معتبرين إياه خطوةً لا مفر منها من أجل مزيد من المرونة والتكيف مع وضع اعلامي جديد، يُبشِّر بنهاية ‘الماس ميديا »، وولوج مرحلة الإعلام السائل مع « النيوميديا » وكل ما يدور في فلكها

خليل بن عزة