نصيرة سايب
طرحت طايلب نسيمة أستاذة الإعلام و الإتصال بجامعة الشلف عبر مجموعة «أسرة الإعلام والاتصال» التي تختص بالمنشورات الأكاديمية و الدراسات الإنسانية و الاجتماعية، تساؤلا تفاعليا ضمن التساؤلات الأسبوعية التي تثيرها المجموعة، حول موضوع التسويق العكسي، الذي لقي تفاعلا من طرف عدد من المشتركين في الصفحة أساتذة باحثين و طلبة جامعيين، فما هو التسويق العكسي وكيف يتحقق؟
ردا على التساؤل، علقت الأستاذة مريم ضربان قائلة « شكرا لأنك بطرحك للسؤال جعلتني
أتوجه للمقالات المنشورة حول الموضوع على مستوى
research-gate «
وأضافت في ذات التعليق « حالني البحث لظاهرة غريبة عند بعض الفنانين يقومون بالتسويق لهم للحصول على مشاهدات بطريقة سلبية حتى تكثر عليهم اللعنات والشتائم وفي نفس الوقت هي وسيلة لتحصيل أكبر عدد من التعليقات .. » وهذا ما نلاحظه في موجات النشر المحموم عن فضائح المشاهير أو الأخبار المغلوطة عنهم، وهو ما يخدم فكرة التسويق بالتضاد باعتباره الأسلوب الأكثر لفتا لانتباه مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي.
تواصل الأستاذة قائلة أن التَّسويق العكسي أو المعكوس عادة ما « يقوم على وصف الشركة أو مجال نشاطها بصفات سلبية غير متوقعة، أو يقوم على إطلاق تعبيرات ساخرة عن الشركة أو شيء ما يتعلق بها، وغير ذلك بما فيه من لفتٍ لانتباه المستهلكين، وحملهم على تجربة الخدمة، للتحقق مما يدور حولها من أمور غريبة » .
ثم أكدت أن أصحاب الأعمال والمشاريع يضعون « قيمة متوقعة » في عالم الرياضيات والاحتمالات تتوقف على الوصول لتأكيد الصورة الذهنية بأن للشركة سمعة طيبة وخدمات ذات جودة بمفهوم المخالفة عبر التجربة.
فيما أضافت الطالبة س.ن في تعليقها عن ذات المنشور » تعتمد هذه الاستراتيجية على الفكرة التسويقية للمنتج من خلال عرض بعض النقائص و الذي يمكننا مرادفته بالدعاية المعاكسة « ، مقدمة أمثلة لشرح هذه الاستراتيجية :«شركة « ستار بوكس » الأمريكية تستعمل التسويق العكسي كوسيلة إشهار مجانية لمنتوجاتها فتكتب أسماء الزبائن على كوب القهوة بطريقة خاطئة و الهدف من هذا هو ردود الأفعال و التي غالبا ما تكون مشاركة المشكلة في مواقع التواصل الاجتماعي و هذا سيدفع بالزبائن لتجربة ما إن كان الأمر صحيحا أو فقط إشاعة، و بالفعل كانت استراتيجية مفتعلة»
قدمت مثالا آخر يحمل شرحا مختلفا نوعا ما وهو المتعلق بعناصر العملية التسويقية وقالت « « شي إن » شركة صينية عرفت عن طريق منصات التواصل الاجتماعي خصوصا تطبيق « تيك توك »، فالشركة أساسا تعتمد على زبائنها في التسويق لسلعتها أي أن العملية الإتصالية هنا تبدأ من العميل، أي أنها في هذه الحالة تسير في اتجاه معاكس، كيف ذلك؟»
«يقوم رواد مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يدعى بالمؤثرين بتقديم جملة من التقييمات والملاحظات حول الشركة و التي تساعد على عرض المنتج و شهرته ولا يهم إن كانت تلك التعليقات والملاحاظات سلبية أو إيجابية الأمر الأكثر أهمية هو « انتشار المبتكر »» حسب تعليقها، نعم انها إستراتيجية نفسية تعتمد على التسويق بصفة سلبية غير متوقعة.
ردت الأستاذة نسيمة على التفاعلات مع المنشور بتعليق لتوضح فيه أصل المصطلح نظريا و قدمت أمثلة توضيحية عن ذلك بالقول «يسمى أيضا بالتسويق المضاد، التسويق السلبي، أو تسويق القيمة له عدة استراتيجيات وحالات استخدام بحسب طبيعة المنتج والمنتج ومكانته وانتشاره في السوق.
يسمى بالتسويق العكسي لأنه يعمل عكس القاعدة التقليدية في التسويق، من خلال إغراق السوق بمعلومات عن المنتج أو إثارة الانتباه حوله، ويدفع العميل نحو ملاحقة المنتج لتجربته، بدافع الفضول أو الحاجة التي يخلقها لديه ».
« يسمى بتسويق القيمة لأن المسوق الذي يعتمد على هذه الاستراتيجية يحاول خلق قيمة لمنتجه ومكانة له أكبر من حجمه وقيمته الفعلية؛ ويسمى التسويق السلبي، لأنه قد يقوم باستغلال موقف سلبي للانطلاق نحو صنع قاعدة جماهيرية له في السوق، كاستغلال تعليقات ساخرة من المنتج عبر الفايسبوك لخلق الفضول لدى الزبائن الحاليين والزبائن المحتملين لاقتنائه أو استهلاكه أو تجربته»
كما أضافت جملة من النماذج التسويقية التي استخدمت فيها الحيل التسويقية التي تتفاوت في درجة المخاطرة بالنجاح أو الفشل مثل » تعال و جرب أسوء قهوة في العالم « ، هناك اشهار للملابس الرجالية كتب فيه الشعار التالي « لا تشتري هذا المعطف »، في أمريكا يوجد مطعم كتب في لافتته الاشهارية الجملة التالية » أسوء حانة في تيكساس » … وغيرها من النماذج التي استعانت بحيل تسويقية تجعل العميل يسعى نحو المنتج وليس العكس.
نذكركم بأن مجموعة« أسرة الاعلام و الاتصال» تنشط منذ حوالي ثلاثة سنوات في المجال الأكاديمي، يديرها ثلة من أساتذة الإعلام والاتصال كفضاء علمي مثمر تزامنا و جائحة كورونا، لتصبح المجموعة بمثابة مكتبة رقمية للكتب والمراجع المختصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وفضاء للتبادل المعرفي.