L'Algérie de plus près

ميدوسا : أسطورة إغريقية كشفت ما خلف الستارة

نصيرة سايب

غزت صور الأسطورة الإغريقية، ميدوسا، مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بعدما تداولها عدد من المستخدمات بشكل ملحوظ
ووسط التداول الواسع لصور رأس ميدوسا، تبين، خلال التعليقات المتداولة، أن عددًا من الفتيات، اللاتي تعرضن للتحرش، يتعمدن مشاركتها عبر حساباتهم، تعبيرًا عما واجهنه دون أن يروين تفاصيل الوقائع، وهذا باعتبار أن الأسطورة الإغريقية كفيلة بأن تعكس مشاعرهم في أعقاب إيذائهم.
الدكتور فخري في صفحته الخاصة
قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، تعليقا علي انتشار تريند تحت مسمي « ميدوسا »، علي مواقع التواصل الإجتماعي، ويشارك من خلاله الفتيات التي تعرضن للتحرش أو اعتداء جنسي، ويحكين تجربتهن علي مواقع السوشيال ميديا، انه منذ عهود ممتدة عبر الزمن وهناك بعض الموضوعات المحظورة بدافع الدين طاره وبدافع العادات والتقاليد والعيب والمسموح وغير المسموح وعلى رأس تلك المحظورات الموضوعات المتعلقة بالجنس والشرف.

وتابع « فخري » واذا نظرنا بمنظور علم النفس على تلك القضايا نجد ان مرحلة الخمس سنوات الاولى فى عمر الطفل وتمتد الى العشر سنوات فى الحضر المرحلة تلك مرحله هامه جدا فى تشكيل الهوية الجنسية عند الأطفال واى خلل فى تلك المرحلة الهامة يشوه الهوية الجنسية ويؤدى للاضطرابات والانحرافات الجنسية فى حياة الشباب فيما بعد.

وأضاف، للاسف فى ظل ثقافة العيب والممنوع والغلط عن القضايا والموضوعات الجنسية فى مجتمعنا نجد ان هناك كتمان وكبت شديد لاى معلومات عن الجنس او التنفيس عن اى انحرافات او اعتداءات او تحرشات سواء كانت لفظية او جسدية ونجد الضحايا يوما بعد يوم فى ازياد والكبت وعدم التنفيس يجعل هؤلاء الضحايا لديهم رغبة عدوانية اما توجه تجاه الاخر او الاضعف او الاصغر او عدوان يوجه للداخل تجاه انفسهم ورغبه فى ايذاء الذات وتشويه الجسد واحيانا كثيرة تنتهى بالمحاولات المتكرره للانتحار او الانتحار الفعلى.

وأكمل، مع اتساع وتفشي وسائل التواصل الاجتماعى اصبح هناك ساحه للتعبير عن خلجات النفس وما يعتريها من تشوهات وندبات وجراح قد تمتد لسنوات منذ الطفوله، فاصبحت تلك الساحات منابر وساحات للتعبير عن الوجع وعن الالم والتشفى فى صوره رمزيه من الجانى واحيانا التلميح عنه او ذكره بشكل غير مباشر.
من هي ميدوسا و ما علاقتها بالترند؟
ميدوسا هى شخصية أسطورية عند الإغريق وكانت تعمل كاهنة في معبد أثينا وتمتلك جمالا غير طبيعيا، وذات مرة قام إله البحر بوسايدون وأخو زوس كبير آلهة الأوليمب بالتحرش بـ ميدوسا واغتصابها .
ولاقت المنشورات التي تضمنت صورة لرأس ميدوسا تفاعلًا واسعًا، خاصةً وأن أغلب الروايات فيها تمحورت حول وقائع تحرش تعرضت لها الفتيات في سن صغير من قبل أقاربهن، بما في ذلك الإخوة والأجداد بحسب المتداول.

وقررت أثينا إلهة الحرب التى كانت ميدوسا تخدمها في المعبد بعقاب الضحية بدلا من الجاني وحولت ميدوسا لأمرأة ذات وجه قبيح على رأسه ثعابين كثيرة وعينيها تستطيع تحويل أي شخص ينظر لها إلى حجر.

وأصبحت ميدوسا بعد ذلك من الشخصيات التى ترمز للشر في التاريخ إلى أن قام بيرسيوس ابن زوس بقتلها وقطع رأسها ورحم العالم من شرها

ظهر ترند ميدوسا لأنها رمز للفتاة ضحية التحرش التى يتعامل معها المجتمع على أنها جانى بدلا من ضحية ويتم قهرها وعقباها وظلمها أكثر فأكثر وهذا ما يحدث فى كل مكان حتى الآن، فمبدأ الأسطورة أن المجتمع القى بالجريمة كلها على كاهل المرأة ماديا و معنويا وهذا يعد الشرح المبسط لسبب الاستعانة بوشم ميدوسا تعبيرا عن قهرهم
وإذا رغبت الفتاة ضحية التحرش فى أخذ حقها يتم اتهامها بتهم عديدة شنعاء وعقابها من المجتمع بدلا من مساندتها ودعمها
لذا تفاعلت الكثير من الفتيات فى الوطن العربي مع ترند ميدوسا بشكل كبير وعبروا عن معاناتهن من التحرش واستيائهم من هذه الوقائع والحصول على الدعم المعنوى لتجاوز هذه الأزمة وتجاوز المتفاعلين من ترند ميدوسا أكثر من 100 ألف فتاة فى وقت قياسي

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *