L'Algérie de plus près

ارتدادات فكرية: طبق مقارون شهي ولكن 

عبوب محمد أمين-أبو نزار

أستاذ الإعلام بجامعة حسيبة بن بوعلي-شلف


تشير بعض الدراسات الحديثة في مجال الطب أن الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن يؤثر على الكثير من وظائف الجسم العضوية والنفسية وكذا العادات اليومية؛ ومنها الغذائية ككمية ونوعية الطعام التي كان المصاب يستهلكها قبل الإصابة به، -شخصيا- المقارون (المعكرونة) من الأطعمة التي لم أكن أحب تناولها قبل إصابتي بالفيروس حيث لم أكن أغفر لزوجتي طهوها لهذا الطبق؛ لكن وبعد إصابتي في موجتين من الفيروس أصبحت أعشق أكل المقارون؛ حتى أني تحمست للتعرف على كيفية تحضيره وطهوه؛ وعرفت أن هناك أنواع كثيرة من الأطباق التي يمكن تحضيرها على أساس المقارون، منها سلطة المقارون؛ مقارون بصلصة حمراء؛ مقارون في الفرن وغيرها من الأطباق.
أهم أمر تم تنبيهي له هو طريقة طهي المقارون ودرجة اشتغال النار تحتها؛ هذا ما يجعل من المقارون طبقا مميزا؛ حيث أنه وعكس الأطعمة الأخرى لا يحتاج المقارون وقت طويلا للاستواء؛ حيث أنك وكلما تلاعبت بدرجة اتقاد شعلة النار عبر صنبور الغاز (العابر للبحر الأبيض) تراقصت حبات المقارون داخل الطنجرة وتغير ذوقها ولونها وحتى طريقة تقديمها، ما يجعلها تأتي إلى فمك صاغرة لذيذة وبسرعة ويمكنك أيضا الاحتفاظ بها لمدة ثلاثة أيام في الثلاجة.
لكن الحذر كل الحذر أن يكون طبق المقارون غير مضبوط الطعم كأن يكون مالحا -مثلا- أو أن تكون المكونات المرافقة له مسمومة، وهذا ديدن الطهاة عندما يحضرون الأطباق وهم غير راضون على الأوضاع وهو حال إتحاد طهاة المقارون حاليا، خاصة وأن كل بيوت الاتحاد في أزمة زيت خانقة (زيت المائدة طبعا) قبيل شهور البرد القارص، وأن الجدة صاحبة البيت الكبير غاضبة من زوجة الابن الناشز وأقسمت ألف يــمــين أن تأدبها، في حين أن الاتحاد مرعوب من أن تلقي الجدة تعويذة بفَنَاءِ النسل الأوروبي، كل هذا يجعلنا نتوجس من سبب تقديم الطبق في هذا التوقيت وعن المقابل المُنتَظَر؛ فالحذر كل الحذر.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *