اقترب الموسم الجامعي من خط النهاية، وبدأ بعض الطلبة في إقامة حفلات التخرج وفتح باب التنافس في تنظيم هذه الحفلات ، تعبيرا عن سعادتهم بنهاية مشوارهم الدراسي، وقد كان لجامعة الشلف حقها من هذه الحفلات على مستوى جميع التخصصات بداية شهر جوان
فعلى الرغم من أنه لم تنتهي الإجراءات القانونية لاستلام شهادات التخرج، إلا أن طلبة جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف قد شرعوا في إقامة حفلات تخرجهم في أغلب الكليات، و لقد رفعت كلية العلوم الاقتصادية و التسيير راية الانظلاق لتتبعها التخصصات الأخرى، و التي عرفت رواجا كبيرا بين الطلبة خصوصا و أنهم كانوا قد حرموا من هذا في فترة سبقت بسبب الجائحة
وتباينت الآراء حول اقامة حفلات التخرج ما بين مؤيد ومعارض، على أن تكون من دون تكاليف مبالغ فيها تثقل كاهل الأسر، فإذا تعدى الاحتفال بالنجاح إمكانات العائلة يجب على أولياء الأمور حسم الأمر من دون علم الطلاب والطالبات مع توفير بدائل أخرى مبسطة للتعبير عن فرحة التخرج، ولا ترى ضرراً في المنع من إقامتها على نفسيات الخريجين والخريجات
من جهة أخرى، يرى طلبة آخرون أنها ظاهرة جديدة يترتب عليها هدر مالي كبير، وكسر نفوس فقيرة لا يمكنها الدفع بهذه الطريقة المبالغ بها
إضافة إلى ذلك فإن الخريجين والخريجات يبدون اهتماماً لافتاً بلباسهم ومظهرهم يوم الحفل، الأمر الذي فرض على الطالب مسؤولية مضاعفة لا حاجة لها من منظورهم
وأكد عدد من أولياء أمور الطلبة والطالبات، أنهم يتعرضون لاستنزاف مالي كبير، بسبب مطالبتهم بدفع رسوم حفلات التخرج بغرض إرضاء أبناءهم و تلبية لرغبتهم
وأشاروا إلى أن حفلات التخرج أصبحت «موضة»، تحرج ذوي الطلبة مع أبنائهم، لاستحالة رفض إشراك أبنائهم أسوة ببقية زملائهم، منتقدين إقامة الحفلات الباذخة على حساب جيوب الأسر، مؤكدين أن بعض من الطلبة يفرضون على أوليائهم مسؤولية دفع مبالغ خيالية تصل الى خمسون ألف دينار
وقالوا «كانت معاناة الأهالي تقتصر في بداية العام على الرسوم المدرسية والجامعية، وجاءت تكاليف حفلات التخرج لتزيد من العبء المادي على كاهل الأسر
من جانبه، أكد مصدر مسؤول في الجامعة عدم مسؤولية الوزارة تجاه أي حفل تخرج يقام خارج أسوار المدارس، لا سيما إذا أقامه أولياء الأمور والطلبة
ولفت الى أن الجامعة تحترم وتقدر رغبات الطلبة من مختلف الجنسيات التي تعيش على هذه الأرض الطيبة، كما تحترم رغبات الطلبة في التعبير عن فرحهم بالتخرج، بما لا يتعارض بلا شك مع قوانين الحرم الجامعي
أكدت أستاذة في كلية اللغات الأجنبية د. ب ، أن المبالغة في حفلات التخرج ومصاريفها وتكاليفها أمر غير مرغوب فيه مطلقاً، حتى لا تخرج عن إطارها ومحتواها النفسي والمعنوي كأحد أشكال التعبير عن الفرح، وتتحول إلى عبء ثقيل وهم كبير يفسد الفرح، ويفقد الإنسان لذة النجاح
وأوضحت أن نوع الحفلات المكلل بالديون والمصاريف سيلقي بظلالة السلبية على الأجواء الأسرية، مما قد يفقدها توازنها، بل وقد تغيب لديهم بعض الأولويات في الحياة، فيمكن للأسرة بتكلفة إقامة حفلة من الحفلات أن تشرك اثنين من الأبناء في معهد لتعلم اللغة الإنكليزية أو ناد صيفي، أو غيرهما من الأمور ذات البعد والأثر المستقبلي على شخصية الأبناء وتطورهم وتقدمهم نحو الأفضل
وبيّنت أن حفلات التخرج والنجاح هي من أشكال التعبير عن الفرح والسعادة بثمرة جهد مبذول لفترة من الزمن، وفي الأصل هي حق مشروع للإنسان في حياته لاعتبارات معنويه ونفسية تترك أثراً كبيراً وإيجابياً في النفس
واعتبرت أن إقامة الحفلات البسيطة ذات التكاليف المنخفضة أو المقبولة في ظل أجواء مفعمة بالحُب و الاحترام والمشاركة تلاقي لدى أصحابها ارتياحاً عالياً جداً، كما ولها أثر معنوي وتربوي تلمسه الأم في أبنائها بشكل كبير جدا، إذا احسنت استثمار هذه الفرصة وهذا الموقف لإرسال رسائل إيجابية في العقل الباطن لأبنائها
كما صرحت الدكتورة بإن احتفالات النجاح تُعد ظاهرة جديدة ودخيلة علينا، لما يترتب عليها من هدر مالي ومظاهر مخالفة للشرع في اللباس وفي الآلات الموسيقية والغناء وكسر لنفوس الفقيرات اللاتي لا يتمكن من الاحتفال بنجاحهن بهذه الطريقة المكلفة لظروفهن المادية
ومن جهتها، فالاحتفالات هي خير تتويج لنهاية الرحلة الدراسية وأفضل بداية لمستقبل لامع، يحمل في طياته كثيراً من الفرص، ولكن تتحول هذه الاحتفالات أحياناً الى ساحة للعراك بين الطلبة، وتشهد مشاجرات وهوشات عنيفة أحياناً
ومن خلال متابعتنا لمنشورات الطلبة المتخرجين و كيفية عرضهم لصور تخرجهم في مواقع التواصل الاجتماعي، اختلفت آراء المستخدمين بين مؤيد و معارض إلا أن الأغلب حسب تعليقهم لم ينتقد الفكرة بل الطريقة التي تتم بها هذه الحفلات