L'Algérie de plus près

ارتدادات فكرية :في نقد المجتمع الجزائري

محمد أمين عبوب

أستاذ الاعلام بجامعة حسيبة بن بوعلي الشلف

من العبارات التي يرددها عدد من الجزائريين في الآونة الأخيرة تساؤلهم المباشر قائلين (هذي هي الجزائر الجديدة؟!)؛ وذلك عند حدوث أي انسداد في سير مصالحهم اليومية أو نقص في أي مادة غذائيةأو تعرضهم لمشاكل إدارية..الخ – كنوع من التذمر والسخرية على عبارة تحفيزية لمشروع سياسي واقتصادي واجتماعي- أطلقها ويتداولها بعض مُنَشطُو الحياة السياسية الجزائرية وكذا المتفائلين بانطلاقة جديد لهذا البلد

​ومما لاشك فيه أنه وبعد عشرات السنوات من تكريس الفساد والفشل الاجتماعي والإداري ضمن الهياكل المُنظِمَة للمجتمع الجزائري، ما فرض مشهد فقدان الثقة بين المواطن والإدارة وتجذُرُ فكرة أنه لن تقوم لهذا البلد قائمة، ما جعل من المجتمع يرفض أي مشروع للتغيير بحجة أن ما يحصل ما هو إلا عملية ذر للتراب على العيون؛ وترتب عن كل هذا حالة من التسمم الفكري والثقافي التي سادت العقل الجزائري وجعلته يَكفُر بكل ما هو جزائري بدأً بالإنسان نفسه؛ انتهاء بكل سلعة أو خدمة أو فكرة جزائرية، وبعيدا على الجدل القائل أن هذا التسمم مُفتَعَلٌ أو نتيجة عوامل تاريخية اجتماعية فإن النتيجة هي دخول المجتمع في دوامة الانتقاد من أجل الانتقاد والتذمر بدل السعي إلى تغيير الوضع؛ في حالة ترقب لتحريك خاتم سليمان لتَحدُثَ المعجزة دون أي جهد أو سعي؛ جاهلين أن الإنسان هو المعجزة وأن التغيير لابد له من وقت وعمل عميق، فكيف لجزائر جديدة أن تقوم وتستقيم دون فكر جديد وتفكير جديد، دون ذهنيات جديدة وسلوكيات جديدة…؟ لكن وما هو ملاحظ أن الجزائريين -أو بالأحرى فصيلٌ منهم- يريدون جزائر جديدة دون أن يتغيروا ودون أن يكونوا جزءا من هذا التغيير، بالإضافة إلى غياب مشروع واضح المعالم في مختلف القطاعات يخدم أهداف محددة؛ يجعل المجتمع يدرك واجبه الأخلاقي والتاريخي اتجاه المساهمة في خدمة هذا الوطن

محمد أمين عبوب

aboubamine@gmail.com

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *