يرى الدكتور بلخيرة محمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الشلف، أن الأزمة بين روسيا وأكرانيا معقدة يدخل فيها عدة أطراف ومصالح متضاربة بلغت تداعياتها جميع الأصعدة خصوصا السياسي الاقتصادي فأمريكا تشعر بانتهاء عهد الزعامة بعد تراجع حلف الناتو المدعم لها أمام تحالف روسيا مع القوى الصاعدة
ويعتقد – محدثنا – المختص في الشأن الدبلوماسي والعلاقات الدولية أن عضوية بعض الدول الأوروبية في حلف الناتو تضعها في حرج خوض مخاطرة الاستجابة للعقوبات التي فرضتها أمريكا على روسيا، لأن الأخيرة تمثل مصدر الطاقة في المنطقة كما أن التدخل في الشأن الروسي هو بمثابة اعلان للحرب عليها وهذا ما لا تقدر عليه الدول الأوروبية
وفي تعليقه على تصريح مدير » السي أي ايه » حول مواجهة بوتين العزلة وأن الافتراضات التي شن على أساسها الحرب ضد أوكرانيا خاطئة، قال الدكتور محمد بلخيرة أن « بوتين رجل سياسة درس التاريخ جيدا وهو يعيي تماما خطورة تلك الخطوة العسكرية، فمواقف تلك التحالفات الدولية ضد الغزو الروسي لأوكرانيا لا يخرج عن نطاق تلك الطاولة المستديرة، وروسيا كانت تتوقع المواقف والعقوبات ضدها والتي اعتمدت أساسا على كونها مصدر طاقة استراتيجي في المنطقة لهذا فهي حرب مخطط لها ولذلك نلحظ كيف أن أمريكا تبتز روسيا إعلاميا بشن حرب نفسية »
وأضاف المتحدث حول توقعات رد بوتين على هذه الحرب النفسية الإعلامية بتصعيد الحرب وكسر حاجز المحرمات العسكرية لإثبات قوته وتحقيق مطالبه، أن ذلك مستبعد على اعتبار أن استخدام الأسلحة النووية هو عملية انتحارية للطرفين، لكن » روسيا لن تتخلى عن مطلبها في السيطرة على أوكرانيا وتغيير النظام بتشكيل حكومة موالية لها بعد تنحي زيلينسكي من السلطة ولن تسمح بتواجد الناتو على حدودها «
من جهته يقيم أستاذ العلوم السياسية بجامعة الشلف تلك النشاطات الدبلوماسية التي قام بها ماكرون مؤخرا بـأنها محاولة لفت الانتباه تزامنا وحملته الانتخابية خصوصا أنه خسر شعبيته في فرنسا وعلى نفس الإيقاع تحاول الدول الأوروبية الإبقاء على علاقتها بروسيا لأنها ببساطة تعرف ما قد ينجر وراء إعلان العداء لبوتين، واستطرد المتحدث عن علاقات الدول بروسيا وموقفها من الغزو مشيرا إلى موقف الجزائر الذي لا يعني أنه ضدها بل يحدده تاريخ العلاقة الاستراتيجية بين البلدين خاصة أن الجزائر تعتمد على الأسلحة الروسية بنسبة تقارب تسعون بالمائة
نصيرة سايب