L'Algérie de plus près

ارتدادات فكرية: بتوقيت الروح وما جاورها من جوارح

عبوب محمد أمين (أبو نزار) أستاذ الإعلام بجامعة حسيبة بن بوعلي (شلف)

aboubamine@gmail.com

صباح اليوم وأنا أتجهز للخروج أردت وضع ساعة اليد الزرقاء التي أهداني إياها شخص عزيز جدا على قلبي؛ فوجدت أن قيدها قد انقطع مع نفاذ بطاريتها، لأتذكر أن المعتقد الشعبي يقول انه من السيء اهداء الساعات بين الأصدقاء والأحباب لأنها ترمز الى نهاية العلاقات وانقضاء اجلها؛ فتساءلت هل يا ترى ستضطرب مواعيدي والتزاماتي اليوم دون عقارب هذه الساعة، وإذا كانت الإجابة ب(لا) فما فائدة الساعات ولكل بلد ومنطقة جغرافية مجالا ساعيا؛ فللجزائر مثلا توقيت..ولماليزيا حزمتها الساعية وهلم جرا..مع اختلاف التوقيت بين الصيفي والشتوي.
فالدنيا لا توقيت ثابت لها بل لها مواقيت عديدة ومتغيرة..قلت: بما أنه لكل بلد ووطنٍ توقيت فلابد للروح من توقيت، سألت عن هذا التوقيت الحكماء والعلماء فلا جواب شاف ولا توصيف يجعلك تدرك أبعاده وزمانه، سألت الأطباء فلا دواء ولا شفاء، بعدها جالست الشعراء فلا قصيدة ولا بيان، توقيت الروح هي أول ذكرى تخالجك عندما تستيقظين صباحا وآخر عَبرَةٍ تذرفينها عندما تغفين ليلا، توقيتها صمت كراستك ذات الأوراق البيضاء والدنيا الملونة التي تبصرين؛ وذلك الموعد الذي تضربه الأقدار على قارعة الطريق، حيث تنهدم الأبعاد ويلغى أي توقيت لتُضبَطَ الساعات حين إذ على عبق العطر الذي لا تضعين؛ والخاتم القبيح الذي تحركين وكل تلك التفاصيل؛ توقيتها بين عيدين..عيدٌ تَجَرعتُ فيه الجراح وعيدا عرفتُ فيه كيف تُشفَى الجراح مفتوحة؛ توقيتها ثواني استراق النظر وسط ضجيج أنفاس من يبنون سدود الخوف بين المحبين؛ جنود التعاسة والبؤس أولئك الذين يعادون الروح والجوارح، لتُقرَعَ طبول حربٍ تدور رحاها ساعة اللقاء؛ وترتطم شظايا القلب بجدار الصدر لتتضارب الأنفاس أمام من تُعادِي وتُحِب، هو توقيت إطلاق رسالة الرحمة وأنتَ تُحتَضَر..تَنتَهِي..تُفضِي بمشاعِرِكَ إلى قاتلها؛ إنه توقيت الروح توقيتٌ لا تُخلِفُه الجوارح ولا تُكبح فيه المشاعر ولا تُلجَم.